الاثنين، 30 أبريل 2012

قصة جسر بروكلين .. قصة اصرار

جسر بروكلين هو واحد من أقدم الجسور المعلقة في الولايات المتحدة الأمريكية يمتد فوق نهر الشرق بطول 5989 قدما (1825 متر) ليصل بين منطقتي مانهاتن وبروكلين بمدينة نيويورك
في عام 1883 استوحى المهندس المبدع جون روبلينق فكرة إنشاء جسر مذهل يربط مدينة نيويورك باللونق أيلاند- و هي جزيرة في المحيط الأطلنطي تقع جنوب شرق نيويورك. لكن خبراء بناء الجسور حول العالم اعتقدوا أن هذا عملا مستحيلا و أخبروا روبلينق بأنه يجب عليه أن ينسى الفكرة. لأنه لا يمكن تنفيذها و لأنها ليست عملية و لأنها لم تُعمل من قبل. 
رغم ذلك لم يستطع روبلينق أن يتجاهل صورة الجسر التي بناها في مخيلته,فلقد استحوذت عليه الفكرة و أيقن في أعماق قلبه أنه يمكن تحقيقها, فكل ما عليه فعله هو أن يتقاسم الحلم مع شخص آخر. و بعد الكثير من النقاش و الإقناع تمكن من إقناع ابنه واشنطن- مهندس صاعد- بأن الجسر بمكن بنائه بالفعل.
بادئ ذي بدء طور الأب و الابن مفاهيم و دلالات لكيفية تحقيق الفكرة و كيفية تخطي العقبات. و بكثير من الإثارة و الحماس, و رغم شدة التحدي الشرس الذي أمامهم, استأجروا فريق العمل و بدئوا فعلا في بناء جسر الأحلام. 
سار المشروع بشكل جيد و لكن بعد أشهر قليلة من البدء في العمل وقع حادث مأساوي أودى بحياة روبلينق. و أصيب واشنطن بقدر كبير من الضرر على المخ مما أدى به إلى أن يصبح غير قادر على المشي أو الكلام أو حتى الحركة, و لم يتمكن من تحريك جسده إلا إصبعاً واحداً. 
"لقد أخبرناهم"
"أناس ماجنين و أحلامهم مجنونة"
"من الحماقة مطاردة الأحلام المتهورة"
كلُُُ ُ كان له تعليقه السلبي و شعر الجميع بأن المشروع يجب أن يلغى حيث أن روبلينق و ولده كانا الوحيدان اللذان يعلمان كيف يمكن بناء الجسر. و لكن ,و بالرغم من إعاقته, لم يدب الإحباط في نفس واشنطن و لم يزل يمتلك الرغبة المتوهجة في استكمال الجسر و بقي حاد الذهن كما كان. 
لقد حاول أن يثير و يمرر حماسه لنفوس أصدقائه لكنهم كانوا متهيبين جدا من الأمر. و بينما كان راقدا ذات مرة على فراشه في المستشفى و ضوء الشمس يتدفق من خلال النوافذ, إذ بنسيم هادئ يحرك الستائر البيضاء الرقيقة جانبا ليرى السماء و قمم الأشجار في الخارج للحظة.
فبدا له أنها رسالة لكي لا يستسلم و يتراجع. و طرأت له فكرة فجأةً , إذ قرر أن يحسن إستخدام الإصبع الوحيد الذي يمكنه تحريكه. فتحريك إصبعه تمكن من تطوير شفرة للتواصل مع زوجته.
لقد لمس كف زوجته بذلك الإصبع مخبرا إياها أنه يريدها أن تستدعي المهندسين من جديد. ثم أستخدم طرقة نقر يدها لإخبار المهندسين ماذا يفعلون, بدا الأمر أحمقا لكن العمل في المشروع أستأنف مرة أخرى.
لمدة 13 عاما, استمر واشنطن في نقل التعليمات للمهندسين عن طريق النقر على كف زوجته حتى تم استكمال بناء الجسر. و اليوم يقف جسر بروكلين المذهل ,بكل تألقه, كتكريم لرجل صاحب روح لا تقهر و لإصراره على أن لا تهزمه الظروف. و هو تكريم للمهندسين و فريق العمل, و لإيمانهم برجل اعتبره نصف العالم مجنونا.
وهو يقف أيضا كأثر ملموس لحب و تضحية زوجته التي ظلت صابرة لمدة 13 عاما طوالا تنقل رسائل زوجها المشفرة إلى العمال.
و لعل هذه القصة من أفضل الأمثلة لمبدأ "لا للاستسلام" الذي يقهر إعاقة جسدية شديدة و يحقق هدفاً مستحيلاً
جسر بروكلين
في أحوال كثيرة عندما نواجه عوائق في حياتنا اليومية فإنها تبدو صغيرة جدا مقارنة مع ما يجب على الكثير غيرنا أن يواجهوه . . إن جسر بروكلين يظهر لنا أنه يمكن تحقيق الأحلام التي تبدو مستحيلة بالإصرار و المثابرة أيما كانت الاحتمالات ..
*حتى الحلم الأبعد يمكن تحقيقه بالإصرار و المثابرة* 

فيديو وثائقى عن هذا الجسر (جسر بروكلين)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Best Blogger Tips