الأربعاء، 23 مايو 2012

برزخ -2: بحيرة تحت الماء, لها شاطئها الخاص ولا تختلط مياهها مع مياه قاع المحيط .

اكتشاف فاق تصور العلماء هو ما قام به مجموعة من الغواصين في عام 1990 حين تم العثور على بحيرة مستقلة بكامل عناصرها البيولوجية في قاع المحيط على عمق يزيد عن 800 متر تحت مياه خليج المكسيك. يشبه العلماء هذه البحيرة بالواحة في وسط الصحراء في انعزالها فهي مستقلة بشكل تام عن طاقة الشمس و لذلك تستمد المخلوقات في هذا النظام البيولوجي المصغر مادة الحياة من الميثان المتسرب من البحيرة نفسها و من رمال البحر المحيطة.


يعود الفضل في هذا الإكتشاف المذهل للمركبة البحرية “DSV Alvin” وهي غواصة مأهولة بنيت لأغراض الإستكشاف وتتبع للبحرية الأمريكية وكانت قد دخلت الخدمة في عام 1964 (قبل 48 عاما) والتي قادت الى عدة إكتشافات علمية مهمة منها اكتشاف هذه البحرية الغريبة التي يقدر عمرها بأكثر من 200 عام.
البرزخ - الجزء الثاني: بحيرة تحت الماء, لها شاطئها الخاص ولا تختلط مياهها مع مياه قاع المحيط

أساس الحياة في هذه البحيرة التي تبلغ ملوحتها أضعاف ملوحة مياه المحيط هو البكتيريا التي تستخدم الميثان لانتاج الطاقة مبتدئة دورة الحياة لعدد من الكائنات الغريبة في هذه البحيرة مثل المحار و الديدان الحلقية و السرطانات.
الصورة التالية للديادان الحلقية أحد أهم سكان البحيرة.
البرزخ - الجزء الثاني: بحيرة تحت الماء, لها شاطئها الخاص ولا تختلط مياهها مع مياه قاع المحيط
الصورة التالية للديدان الحلقية على أرض البحيرة التي تحولت للون البرتقالي بسبب أكسدة الكبريت بفعل البكتيريا.
البرزخ - الجزء الثاني: بحيرة تحت الماء, لها شاطئها الخاص ولا تختلط مياهها مع مياه قاع المحيط
يبلغ طول هذه البحيرة 20 مترا وهي محفوفة بما يشبه الشاطئ الرملي و لكنها عبارة عن أكوام من المحار تحمل البكتيريا المنتجة للميثان.
الصورة التالية لشاطئ البحيرة العجيب المتكون من المحار و بجانبها “سرطان البحر \ الكركند” الشبيه بالعنكبوت و هو أحد أهم السكان لهذه البحيرة أيضا.
البرزخ - الجزء الثاني: بحيرة تحت الماء, لها شاطئها الخاص ولا تختلط مياهها مع مياه قاع المحيط
أنواع المحار هذه لا توجد في أي مكان في العالم الا في هذه البقعة الصغيرة من المحيط.
البرزخ - الجزء الثاني: بحيرة تحت الماء, لها شاطئها الخاص ولا تختلط مياهها مع مياه قاع المحيط
بالرغم من حرارتها التي لا تقل عن حرارة البيئة المحيطة الا انه يطلق على هذه البحيرة اسم “التسريب البارد \ Cold seep” أو “الفتحة الباردة \ Cold Vent ” و يرجع سببب التسمية الى اعتمادها على الميثان كمصدر وحيد للطاقة.
المزيد عن هذه البحيرة الغامضة في هذا الفيديو الرائع بصوت المقدم ديفيد آتينبارا الذي يصف هذه النقطة التي إستغرق العلماء ما يزيد عن 10 سنوات في فك أسرارها التي أدهشتهم حيث تعتبر هذه البحيرة من الأماكن القليلة على سطح الأرض التي لا تعتمد على حرارة الشمس كمصدر أساسي للحياة والطاقة.. مشاهدة ممتعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Best Blogger Tips