إنها مدينة سيتينيل دي لاس بودوغاس الرائعة، التي بنيت تحت صخور عملاقة اختلط فيها
جمال الطبيعة بالتصاميم المعمارية الحديثة .
وهناك روايتان حول الجزء الثاني من اسم البلدة “دي لا بوديجاس”،
إحداهما تقول إن الاسم أضيف إلى اسم البلدة “سيتينيل”
في القرن الخامس عشر بعد الميلاد، بعد ازدياد عدد مزارع الكروم التي دمرتها الآفات الزراعية
في ،1860 أما الرواية الثانية فتقول إن الجزء الثاني من الاسم يشير إلى المخازن الضخمة
القابعة تحت الصخور العملاقة، والتي تحتفظ بدرجة برودتها حتى في أشد أيام الصيف سخونة .
وتقع سيتينيل على بعد 157 كيلومتراً شمال شرق قادس في منطقة
الأندلس جنوب إسبانيا، ويقابلها على الجانب الآخر من الكرة الأرضية مدينة أوكلاند في نيوزيلندا،
ويبلغ عدد سكان المدينة ما يقرب من 3016 نسمة .
تتمتع المدينة بالكثير من المناظر الخلابة، متمثلة في التصميمات المعمارية التي شيدها
السكان بين الممرات الجبلية وعلى شريط ممتد بامتداد ساحل نهر تريجو .
وتعد سيتينيل وجهة سياحية متميزة لأعداد كبيرة من السياح، الذين يتوجهون إليها بدافع
الفضول لرؤية شكل الحياة التي يعيشها السكان تحت الصخور العملاقة .
وتزخر المدينة بعدد كبير من الفنادق التي تحتضنها الصخور، ويستمتع السائحون فيها
بعطلة نهاية الأسبوع، لأنها تتميز بجو رائع يجعل من ركوب الدراجات النارية متعة لا تقارن
وتوجد في المدينة أطلال قلعة موريش التي يستمتع السائح كثيراً بزيارتها وتسلق برجها الأثري
وشوارع المدينة ضيقة وفيها انحدارات شديدة، وشيدت عليها البيوت ذات الطوابق المتعددة،
وتحيط بها الصخور من جوانبها ومن أعلاها، وضيق الشوارع يجعل منها كابوساً لقائدي
السيارات، ولكنها للمشاة والمترجلين متعة كبيرة يجوبونها صيفا وشتاء للتمتع بجمالها وسحرها .
وبعض من هذه الشوارع تغطيها الصخور، ما يجعلها مأوى من حرارة الشمس في الصيف .
وتبدو المدينة وكأنها ملتصقة بالصخور من كل جانب، فيمكن مشاهدة الصخور داخل المنزل
وخارجه وأعلاه وأسفله، كما لو كانت تعرضت إلى هجوم من أحد النيازك . وشيدت البيوت
القديمة تحت الصخور العملاقة، أما الحديثة منها فبنيت على حواف الجبال .
كما يقبع المركز السياحي في أحد المباني، ويعود تاريخه إلى العصور الوسطى، ويزينه من
أعلى سقف خشبي جميل . وقيادة السيارات متعة كبيرة في المدينة، وهناك اثنان من المواقع
التي توفر للسائح تلك المتعة، أولهما الأطلال الرومانية القديمة التي تعود إلى القرن الأول
بعد الميلاد، والآخر مدينة روندا القديمة . أما أطلال مسرح الهواء الطلق فغاية في الروعة
والجمال، وعلى الجانب الشرقي من الطريق بين سيتينيل وروندا، توجد علامة إرشادية صغيرة
تشير إلى بوديجاس لا مونجاس الذي كان ديراً للراهبات في الماضي .
وتزخر المدينة بالمعالم السياحية البارزة والممرات الجبلية الساحرة، إلا أن أغلبية السائحين
يفدون إليها للتمتع بمشاهدة البيوت التي تحيط بها الصخور من كل جانب والتي تتدلي من فوقها،
وتبدو البيوت كما لو أنها تشرئب بأعناقها من بين تلك الصخور . كما أن هناك أيضاً المنحوتات
الرومانية القديمة والجميلة والقلعة العربية وأطلال أسينيبو . وصممت هذه البيوت بحيث تحافظ
على درجة الحرارة منخفضة في الداخل، ما يجعلك تشعر وكأنك في فصل الربيع دائماً .
وتتميز البلدة بطابع يختلف عن باقي قرى ومدن الأندلس، فقد شيدت البيوت أعلى الجراف وفوق
سفوح الجبال، ما يجعلها تبدو وكأنها سلسلة من الكهوف .
ويتم سنوياً تجديد طلاء البيوت باللون الأبيض، الذي يعكس أشعة الشمس، وبالتالي يحافظ على
درجة برودتها، حتي في أشد أيام السنة حرارة، كما يحافظ عليها دافئة في أيام الشتاء الباردة،
ولهذا السبب فضل أهل البلدة بناء بيوتهم في أحضان الصخور، ليتمتعوا بهذه الميزة بدلاً من بناء
البيوت الحديثة وتزويدها بوسائل التبريد أو التدفئة التقليدية المعروفة . والبعض من هذه البيوت
له أسطح صخرية فوقها بساتين الزيتون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق